Al-Farouq bld., Rafedia, Nablus, Palestine | info@witness.ps +972 9 2345129 | +972 56 9827830

ورقة موقف حول مقال متراس: ” في زمن الترويج للمثلية: كلامٌ يجب قوله”

رصد التحريض في مقال متراس: “ في زمن الترويج للمثلية: كلامٌ يجب قوله”

لا يوجد تعريف محدد للتحريض الإعلامي ولكنه بالمختصر يعني التشجيع أو الدعوة أو الاستفزاز أو الانقلاب على شيء أو شخص ما على الحيز العام.

لقد احتوى مقال متراس “في زمن الترويج للمثلية: كلام يجب قوله”، على الكثير من التحريض سواء من خلال استخدام الخطاب الديني او من خلال ترهيب القرّاء من مجتمع المثليين، مما يحفزهم أو يشجعهم على اتخاذ خطوات عنيفة أو ردة فعل قوية بحقهم. نرصد عدة أثملة من المقال:

  1. استخدام الدين للتحريض:

يستغل المقال المشاعر الدينية للقراء، وغالبيتهم من الدين الإسلامي، من أجل التحريض على مجتمع المثليين. ويتهم مجتمع المثليين بأنهم يضعون الرغبات الجنسية فوق كلام الله:

 “وهو يتحرك ضدّ الدين في الوقت الذي يرفع فيه الرغبة الجنسية لتصبح مكان الله”

تعتبر هذه الجملة خطيرة جداً ومضللة ومحرّضة، عندما يتم اختصار قضية المثليين بأنهم يضعون الرغبة الجنسية لتصبح مكان الله، فإن ذلك كاف لاستفزاز مشاعر القراء ودعوتهم لاتخاذ خطوات عدائية ضد المثليين.

“…….وتبرّره لا يمكن عبوره بدون الإسلام؛ الدين الذي يشكل منبع التصورات والقيم عندنا”.

كاتب المقال يحدد أن الدين الإسلامي هو منبع التصورات والقيم في فلسطين وهذا يشكل اقصاءاً للديانات الأخرى في فلسطين، وتحديدا الديانة المسيحية. كما يحرض على كل افكار تتعارض مع الدين الإسلامي وعلى من قد يقدم أفكار تعارض مع الدين بشكل عام. فهذه الجملة جداً حساسة وتعتبر تحريضية واقصائية.

  • استخدام الوطنية للتحريض:

يستغل أيضا المقال المشاعر الوطنية للقراء، وغالبيتهم فلسطينيين. ويحرض بأن المثليين يفضلون أيضاً الرغبات الجنسية على الوطن والتحرر من الاحتلال.

“…….وتصبح الرغبة الجنسية في مقدمة الأولويات  وفق هذا التصور فإنهم يدفعون باتجاه النضال لأجل الرغبة  أولاً”.

“وبدلاً من أن تُغذّي قيم الرجولة (وهي قيمة ثابروا على تشويهها) والبطولة والمسؤولية والتضحية، أُحيطت هذه القيم بالتشكيك، وخُلق أفراد مشغولون بالمطالبة بحقوقهم عن أداء واجباتهم، ومُسِخ الفرد سياسيّاً واجتماعيّاً وروحيّاً بأن جُعلت هويته وتعريفه كامنيْن في ممارسته الجنسية”.

في هذه الفقرة يسعى المقال على وصف النشطاء المثليين بانهم يريدون خلق جيل يهتم بالرغابات الجنسية ومسخ المجتمع عن السياسة والمجتمع وروحه. هذا الكلام يعتبر تحريضي لأنه غير حقيقي ولانه يستفز ويثير مشاعر القراء، ويجعلهم يريديون أن يفعلوا شيئا ضد المثليين.

  • استخدام الترهيب من أجل التحريض

يثير المقال الخوف والرعب في نفوس القراء عندما يصف المثليين كوحوش يريديون السيطرة على جميع مناحي الحياة ويسعون لقمع كل من يختلف معهم. كما يستخدم الاطفال والأسرة وهي أغلى من يملك الانسان للتحريض على المثليين.

“……وباتت تستعين بأدوات الترهيب ضدّ من لا يتفق معها مع وصمه ومحاصرته بشبكةٍ ممتدة من السلطة والتمويل والنفوذ”.

“…..ذلك أنّ هذا الحراك بدأ معركته بتقييد حريات الناس في التعبير، والرقابة على أفواههم”.

هذه الامثلة أعلاه تدل على أن المقال يثير القلق والخوف من المثليين، ويحذر من خطورتهم على حرية المجتمع وبأنهم يستخدمون الترهيب والقمع ضد من يختلف معهم. ونجحد أن هذه العبارات مضللة ومحرضة، ووضع القضية بهذا الاطار يعتبر تحريضاً.

كما أنّ هذا الحراك لا يهاجم عالم الكبار فقط، بل يجري قصف الأطفال…..”.

“هذا الحراك يبدأ عمله مبكراً على الأطفال والأجيال القادمة، لأن لاوعيه ووعيه مسكون بكراهية التراتبية والنظام، وتُحرِّكُه غريزةُ فنائه لإفناء الأسرة. إنه لا يتدخل في تربية الأطفال فحسب، بل يضع الدولة والإعلام مكان الأب والأم، نازعين منهما أي قدرة على التوجيه والتربية…”.

وهنا يتم استخدام الاطفال لترهيب القراء ودعوتهم لاتخاذ خطوات جادة ضد المثليين، وهذا المعنى الكامل للتحريض. أن تجعل القارئ يشعر بالخطر على نفسه وعلى عائلته ودينه ووطنه، كافيا بأن يقوم باتخاذ خطوات عدائية ضد المثليين، وكافيأ لكي يعتدي على شخص لمجرد الاشتباه بأنه مثلي أو حتى يدافع عن المثليين. إن خطاب الكراهية والتحريض، كان كافياً لان يجعل مجموعة من الشبان أن تقوم بالاعتداء على مسيرة فنية في رام الله “ليس لها علاقة بالمثليين”، لأنها تتزين بالوان بهجة وفرح قبل عيد الأضحى.